منتديات شبعانة بحري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شبعانة بحري

منتدي قرية شبعانة بحري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أول جريمة قتل في البشريه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعودي محمد احمد




المساهمات : 143
تاريخ التسجيل : 14/10/2014

أول جريمة قتل في البشريه Empty
مُساهمةموضوع: أول جريمة قتل في البشريه   أول جريمة قتل في البشريه Emptyالأربعاء فبراير 18, 2015 10:34 pm

         أول جريمة قتل في البشريه

-قـابــيل و هـابــيل
قال تعالى في سورة المائدة:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)
نجد في عملية صَهْرِ المعادن الزَّبَدَ الذي يطفو على السطح,
والمَعْدَنَ الصافيَ الخَالصَ من الشوائب يرسو إلى الأسفل,
فالذي يطفو لا خير فيه يجمع ويستبعد, والذي رسى تكمن فيه القوة والخير والمنفعة,
ولولا عملية إذابة المعدن, لما تبين لنا الخبيث من الصالح, كذلك البشر, لا ينجلي معدن الرجال إلا بعد الاختبار والامتحان, إما أن يستمد أقواله وأفعاله من ثقافة التقوى و الصلاح, أو أن يستمدها من الخبث والخبائث التي مصدرها الثقافة الشيطانية, التي مارسها إبليس اللعين بالكذب والخداع والوسوسة ضدّ سيدنا آدم, كي يسلبه التكريم والتشريف الذي لقيَّ من رب العالمين, حسداً وطمعاً وتكبراً وعلواً.
وفيما تقدم خَبَرْنا قصةَ سيّدنا آدمَ وأُمَنّا حواء وإبليس اللعين, هبوطهم جميعا إلى الأرض, والتحذير الجلي من الله لآدم وحواء وذريتهما, أن إبليس عدو لكم يا بني آدم, وتوعدكم بالوقوف لكم في كل طريق من طرق الهداية والتوبة إلى الله سبحانه.
يا محمد قصَّ على المؤمنين خبر هذين النموذجين من نماذج البشرية, بالحق. فهو حق وصدق في روايته, وهو ينبئ عن حق في الفطرة البشرية, وهو يحمل الحق في ضرورة الشريعة العادلة الرادعة.
وخبر هذان النموذجان هو أن آدم وحواء كانا يرزقان في كل بطن توأمان, صبي وبنت, وكان سيدنا آدم يزوج صبي هذا البطن بنت البطن الآخر, إلى أن رزقا بابنيهما قابيل وهابيل, طلب هابيل أن يتزوج أخت قابيل كما هو المعتاد لأبناء سيدنا آدم جميعاً, رفض قابيل طلب أخيه هابيل, وقال: أختي أجمل من أختك وأريدها لنفسي, وهذا القياسِ شبيه بالقياس الذي قاس به إبليس اللعين, لما أمر بالسجود لآدم فأبى, وقال أنا خير منه, خلقتنيَ من نار وخلقْتَه من طين.
واشتد الخلاف بين قابيل وهابيل, ولإظهار الحق وفضِّ المشكل, طلب سيدنا آدم أن يحتكما إلى الله, والله خير الحاكمين.
طلب آدم من ابنيه قابيل وهابيل أن يتقدم كل منهما بهدية قرباناً إلى الله سبحانه, فالذي يُتقبل قربانُه فهو على الحق, ويفوزُ بالزواج من الحسناء.
كان قابيل يعمل بالزراعة, وهابيل يعمل برعي الغنم.
فحزم قابيل حزمة من السنابل ضعيفة المنبت ليقدمها قرباناً, فوجد سنبلة ناضجة وجيدة, ففركها وأكلها.
واختار هابيل أفضل ما عنده من الغنم وأسمنها ليقدمها قرباناً عن طيب نفس لله عز وجل.
الله سبحانه أدرى بنفوس البشر, وهو الخالق لكل شيء, وهو ليس بحاجة لما نتقدم به من قرابين, ولكنه سبحانه ينظر إلى ما تخفي صدورنا,
فإذا أمعنا الملاحظة لحال قابيل واختيار نوع البضاعة التي تقدم بها لله عز وجل, إنما تؤشر إلى حرصه على امتلاك ما هو جيد فيها, بدليل نظرته للسنبلة الناضجة التي فركها ثم أكلها, ونوعية البضاعة إنما هي أسوأ ما عنده,
ولو أدرك العبد أنه وما يملك, هو من صناعة وإبداع الله, لحقق نفعاً وأجراً أبدياً, ولا تخفى على كثير من الناس هكذا نفوس مريضة منذ خلق الله آدم,
وحريٌ بنا أن نَذْكي أنفسنا ونَرْقى بها إلى مستوى الروح الإلهية التي أكرمنا بها رب العالمين, ولذلك تقبل الله قربانَ هابيل ولم يتقبل قربان قابيل, ومع أن قابيل لم يكن مؤدباً بكيفية ونوعية القربان لله, أيضاً غضب واغتاظ حسداً، وثارت ثائرته, وهذه الحال تمثل الشر والعدوان, التي أصابت إبليس عندما حسد آدم, ثم قال قابيل لأخيه سوف أقتلك ولا أسمح لك أن تنكح أختي, فقال له هابيل إن الله يتقبل من المتقين الطائعين.
وبعد أن تلقى هابيل التهديد والوعيد بالقتل, قابله بالحسنى والسماحة وراح يعظه ويذكره بغضب الله على الفاسدين والمتكبرين, ولما أحسّ منه التشدّد, ولا محال ماضٍ في قراره, قال لأخيه: لأن رفعتَ يَدَكَ وهاجَمْتَنِي لِتُحَقِقَ ما تَوَعَدْتَني به لتقتلني, فإنني لا أبادلك العمل الفاسد فأكون وإياكَ سواَء بسواء في الخطيئة التي يحاسبني بها الله, إني أخاف الله رب العالمين, وستجدني صابراً محتسباً طاعة لله الواحد القهار, وإن قتلتني فستكون قد ارتكبت خطيئتين, الأولى إثمَ قتلي, والثانية إثمَك الذي جعل الله لا يتقبل منك قربانَك, فيكونَ إثْمك مضاعفاً, و سيجعلك من أصحاب النار, لأنك ظلمت ولم تمتثل للحق الذي شرعه الله تبارك وتعالى, فالنار هي جزاء الظالمين.
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (1)
(إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار, قالوا: يا رسول الله هذا القاتل, فما بال المقتول ؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ).
وقابيل لم تكن له آذان صاغية للنصيحة ولا الإنذار, فوسوس له الشيطان وشجعه, علاوة عن أن نفسَه كانت مهيأةً لمثل ما زَينّت له قتل أخيه.
وطلب قابيل أخاه ليقتله فهرب منه إلى رؤوس الجبال مع أن بنيته الجسدية أقوى وقادرة لأن يغلبه, ولكن التقوى والطاعة والخوف من غضب الله جعلته يبتعد عن المواجهة, وفي يوم أتاه فوجده نائماً بالقرب من غنمه فرفع صخرة وهوى بها على رأسه فقتله, فكان أولَّ قاتلٍ في تاريخ البشر, فحمل وزرَ قتلِ أخيه ووزرَ كلِّ قاتل إلى يوم القيامة, لأنه أول من سن القتل, ولم يعرف قبل ذلك ما القتل.
وبعد أن قتل أخاه لم يَدْرِ ماذا يفعل, واحتار في أمر أخيه مَيْتاً, فحمله يجوب البلاد لِيُواريَ سَوْءَة أخيه, ولينبهه الله إلى ضعف قدرته العقلية بعث له غرابين أخوين فاقتتلا, فقتل أحدهما الآخر, وراح يحفر التراب ثم أسقطه في الحفرة وأهال الترابَ عليه, فقال قابيل يا ويلي أَعَجَزْتُ أن أكونَ مثل هذا الغرابِ فأواريَ سوءةَ أخي, وأصبح يقلب كفيه ندماً على ما اقترف من ذنب .
والسياق هنا يلتقط الآثار العميقة التي تتركها في النفس رواية النبأ بهذا التسلسل, ليجعل منها ركيزة شعورية للتشريع الذي فرض لتلافي الجريمة في نفس المجرم, أو للقصاص العادل إن هو أقدم عليها بعد أن يعلم آلام القصاص التي تنتظره, ولأجل ذلك نهى الله عنه فقال في سورة المائدة :
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)
من أجل ذلك . . من أجل وجود هذه النماذج في البشرية . . من أجل الاعتداء على المسالمين الوادعين الخيرين الطيبين, الذين لا يريدون شراً ولا عدواناً . ومن أجل أن الموعظة والتحذير لا يجديان في بعض الجِبِلات المطبوعة على الشر; وأن المسالمة والموادعة لا تكفان الاعتداء حين يكون الشر عميق الجذور في النفس . . من أجل ذلك جعلنا جريمة قتل النفس الواحدة كبيرة, تعادل جريمة قتل الناس جميعاً; وجعلنا العمل على دفع القتل واستحياء نفس واحدة عملا عظيما يعادل إنقاذ الناس جميعا. . و لذلك كتبنا على بني إسرائيل فيما شرعنا لهم من الشريعة.
تقدم هذه القصة:
1- نموذجاً لطبيعة الشر والعدوان; وأن العدوان الصارخ لا مبرر له.
2- نموذجاً لطبيعة الخير والسماحة; و الطيبة والوداعة.
وتوقفهما وجهاً لوجه, كل منهما يتصرف وَفْق طبيعتِه. . وترسم الجريمة المنكرة التي يرتكبها الشر, والعدوان الصارخ الذي يثير الضمير, ويثير الشعور بالحاجة إلى شريعة نافذة بالقصاص العادل, تكف النموذج الشرير المعتدي عن الاعتداء, وتخوفه وتردعه بالتخويف عن الإقدام على الجريمة, فإذا ارتكبها, على الرغم من ذلك, وجد الجزاءَ العادل, المكافئ للفِعلة المنكرة. كما تصون النموذج الطيب الخير وتحفظ حرمة دمه. فمثل هذه النفوس يجب أن تعيش. وأن تصان, وأن تأمن, في ظل شريعة عادلة رادعة.
قال تعالى في سورة الأنبياء:
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)
يا ...لَعظمة المشهد الكوني الذي يتبدى للخلق في هذه الآية . .! .
ويا ..لَضعفنا أمام ذلك المشهد . . ! .
إن إدراكنا البشريّ يستطيع الإلمام بمفهوم ما هو ذلك السجل, وما هو ذلك الكتاب الذي بين أيدينا من قرطاس, وقدرتنا تستطيع طيه بعد الانتهاء من قراءته, وهذه الأفعال التي نقوم بها, إنما هي أفعال تكافئ قدراتنا العقلية والجسدية.
أما الذي لا نستطيع أن نحصي أبعاده, ولا أحجامه, ولا قدراته الهائلة, بعقولنا البشرية, كيف لنا أن نعي طيه وكأنه صورة على شاشة وانعدمت, ومؤكد أن هذا الفعل, هو حاصل من قدرة أقوى وأعظم من هذا الكون, المترامي الأطراف, ومخلوقاته ذات الأحجام الضخمة, والقدرات اللامتناهية القوة في هذا الكون,التي جعلته عدماً, كما خلقته من العدم.
إن الله يأخذ على ذاته العلية قَسَماً, أنه سيأتي ذلك اليوم, ويفعل ذلك الغيب الذي يصوره لنا ويعلمنا به.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أول جريمة قتل في البشريه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شبعانة بحري :: المنتدي العام :: المنتدي الاسلامي-
انتقل الى: